791676
791676
-A +A
محمد حفني (القاهرة) Okaz_online@
يترقب أقطاب السياسة والاقتصاد القمة التي تجمع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، والتي تأتي بعد الزيارة الناجحة التي قام بها ولي العهد للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدين أن هناك نقلة نوعية في العلاقات بين المملكة وفرنسا على المستويات كافة، وهو ما تعكسه القمم والزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين في التواصل والتباحث وتبادل الرؤية وتنسيق الجهود.

وستفتح الزيارة لعلاقات اقتصادية مهمة بين الجانبين، خصوصا في «رؤية المملكة 2030»، كما أنها ستعزز التعاون الاستثماري، وهو ما يعكس عمق العلاقات المتطورة بين المملكة وفرنسا، والرغبة الجامحة في تنميتها حول آفاق أرحب، بالنظر إلى ثقلهما السياسي والاقتصادي على مستوى العالم. وأوضح أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتور أشرف سنجر، أن زيارة ولي العهد لفرنسا، تؤسس لمرحلة مهمة وجديدة في العلاقات بين الرياض وباريس، مشيراً إلى أن جولة ولي العهد الأخيرة التي بدأها بالقاهرة ثم لندن وواشنطن وأخيرا باريس، لها دور في تحريك مسيرة العمل العربي المشترك، وخارطة طريق التي تم وضعها مع قادة العالم لإنقاذ المنطقة من حالة التشتت، لافتاً إلى أن زيارة ولي العهد لفرنسا تأتي تأكيداً على عزم المملكة في المضي قدماً نحو تحريك الملفات المتأزمة في المنطقة، خصوصا الوضع فى سورية والعراق وليبيا والتصعيد الحوثي في اليمن، مشدداً على أن باريس تؤيد دور المملكة في اليمن من خلال قوات التحالف العربي، لدعم الشرعية ووضع حد لتمدد الميليشيات في البلاد، إضافة إلى المساعدات الإنسانية التي تقوم بها، بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها في مختلف المحافظات اليمنية، وقضايا الإرهاب بكافة أشكاله. وأضاف سنجر أن القضية الفلسطينية وعملية السلام بين العرب وإسرائيل ستكون حاضرة في تلك القمة، وكذلك الملف الإيراني، خصوصا أن فرنسا ترفض التدخلات في شؤون دول المنطقة، معتبراً أن فرنسا تنظر إلى المملكة بأنها حالة استثنائية، وهناك علاقات قوية ووطيدة تربط الدولتين، وتقدير فرنسي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لجهوده في معالجة قضايا المنطقة، مشيراً إلى أن العلاقات بين فرنسا والدول العربية مهمة جداً، وتشمل كافة المجالات، منها الأمنية والاقتصادية والسياسية. وبدوره أوضح المحلل السياسي والمتخصص في الشأن الدولي الدكتور جمال أسعد، أن الزيارة التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باريس، تمثل محطة مهمة في تاريخ علاقات البلدين، وتعمل على تحريك المياه الراكدة في العديد من الملفات التي تصب في مصلحة العالم العربي، متوقعاً أن يعرض ولي العهد خلال لقائه بالرئيس الفرنسي ماكرون، القضايا التي تمت مناقشتها مع قادة دول بريطانيا وأمريكا حول عدد من الملفات العربية الشائكة، ومن الممكن أن يتم طرح جولات ولي العهد الخارجية ونتائجها، على القادة العرب خلال القمة العربية التي تعقد منتصف الشهر الجاري بالمملكة، معتبراً أن الزيارة ستسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص.


وثمن الخبير الإستراتيجي اللواء الدكتورحسين عبد الرازق على أهمية الزيارة، متوقعاً أن يتم طرح التعاون العسكري وعدد من الاتفاقيات العسكرية بين الجانبين خلال لقاء ولي العهد بعدد من مسؤولي الإدارة الفرنسية، بما في ذلك استيراد للقطع البحرية وحاملات الهيلكوبتر والأسلحة الثقيلة المتطورة من فرنسا، بهدف التنويع حتى لا تكون الأسلحـة من مصدر واحد فقط، مما يعطي دفعة قوية في العلاقات بينهما، وأن العلاقات العسكرية بين البلدين شهدت تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية، إن فرنسا تنظر إلى المملكة بأنها مركز الاستقرار، ومحورية لاستقرار المنطقة ككل، ومعتدلة في سياساتها الخارجية، وتعدها شريكاً مهماً في بالمنطقة، متوقعاً مناقشة زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين الجانبين، إضافة إلى التنسيق في ما بينهما في قضايا مكافحة الإرهاب، خصوصا أن فرنسا لديها قلق في الميليشيات والجماعات الإرهابية، المدعومة من إيران بتدمير المنطقة والعالم، وهناك توافق بين الجانبين على تجفيف مصادر تمويل الإرهاب.

ويشير اللواء عبد الرازق إلى أن الاهتمام الفرنسي بالتعاون مع المملكة، يأتي نتيجة الروابط القوية بينهما، في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية، التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين الجانبين.